Admin
بنت يسوع
شفيعى : مزاجي : احترامك للقوانين : عدد المساهمات : 1825 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 نقاط : 4949
| موضوع: تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" الثلاثاء ديسمبر 21 2010, 20:50 | |
| تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤ 3: 11 )
أحذر لئلا تفقد إكليلك ----------------------------
كانت هذه هى كلمات الرب يسوع لملاك الكنيسة التي في فيلادلفيا ، الأسقف كوذرانوس على أرجح الأراء ، ، والتى أراد الرب من خلالها ان يبث فى داخله روح اليقظة والتدقيق فى الحياة لئلا يأتى اليوم الذى لا يرى فيه هذا الأسقف ، ومن يسلك على نهجه ، سوى الندم والخسارة الأبدية وعذاب الضمير ...
إن محبة الله للإنسان تجعله دائما غيورا على خلاصة وإكليله ، لذا ، وبغية حصول الإنسان على الإكليل ، يقرر له الرب رحمة وعناية وتعزيات كفيلة بمساعدته على المثابرة فى الضيقات ، وبدون كل هذه البركات لا تستطيع نفس أن تفوز بإكليل ، لأنها موضوعه فى حرب مع الرؤساء والسلاطين ، وهذا كفيل بان يلحق بها الخزى والفشل والهزيمة ، ومن ثم ضياع الإكليل ، إذا ما نالت من عناية الرب وتعزيته ..
ولا ريب فى أن تمسك الإنسان بما عنده من فضائل وكمال ومعرفة بالمسيح يقتضى منه اتخاذ الأمانة منهجا مستمرا فى الحياة ، وبدون الأمانة لا تقدر نفس على الحياة فى إطار من المثابرة على فعل الصلاح ولا على الثبات فى الحق و النعمة .. والنفس غير الأمينة فى محبتها للمسيح لا تقدر أن تنال شيئا صالحا وأبديا على الإطلاق ، أى لا تستحق الغلبة و الإكليل والمجد .
ولاحظ صديقي ما يلى :
+ إن سر رجوعنا عن الحياة حسب الحق ومحبتنا للظلمة والجهل واللامبالاة أكثر من النور والمعرفة والوعي بإرادة الروح وتدبيره ، هو عدم إدراكنا لحقيقة أن المرارة والحزن والتعاسة وكل مأساة تصيب الإنسان بعد فتوره أو سقوطه لا يمكن أن يعالجها إلا العودة الكاملة والدائمة والقوية للحالة الأولى من النعمة والنمو والمثابرة ، وكلما إدراك الإنسان صعوبة الرجوع للمحبة الأولى والثبات فى النعمة كلما جاهد أكثر فأكثر لكى يتمسك بما عنده من فضائل وكمال ومعرفة بالمسيح .
+ لا تظن أن ماضى تعبك ومحبتك للحق أمورا ليست لها قيمة فى عينى الله ، بل هى ، وفى الحقيقة ، بخورا طيبا قد صعد إلى الرب فناله رضاه ومسرته ، ولكن هذا لا يفيدك كثيرا إذا ما لحق الندم بنفسك وآثرت الرجوع لضعفك وشرورك ، لانه مكتوب : " إذا رجع البار عن بره و عمل إثما و مات فيه فبإثمه الذي عمله يموت "(حز 18 : 26)
+ أن نتمسك بما عندنا لئلا نفقد الإكليل يعنى أن نسلك بتدقيق وحكمة وان نسلك أيضا بغيرة و أمانة ونشاط ، يعنى أن ننظر إلى نهاية سيرة المقدسين فى الحق ونتمثل بإيمانهم ، أن نعلم يقينا أن الهروب من الشر نجاة للنفس من الهلاك والندامة والحزن غير المقدس ، أن نتمسك بالحق رغم كل التحديات والمغريات والضيقات ، أن نسلك بروح المحبة الأولى التى كانت فينا قبل الفتور والسقوط والانحراف ، أن نعلم يقينا أن الصبر وسيلة للخلاص وأن السير بكمال يضمن الإكليل ، وأن الأبدية أما أن تكون سعيدة أو تعيسة ، و أن نعرف تماما أن المثابرة فى الحياة حسب الإنجيل تهب للإنسان القوة والصبر واستحقاقات النعمة والعناية الإلهية ..
+ يعسر نوال أحد الاكليل وهو بعيدا عن الشركة مع الروح القدس ، فالروح هو الذى يذكى الإكليل ويعطى المؤازرة للإنسان حتى ما يستحق نواله ، ومكتوب " .. ان كان احد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونيا( أى حسب فكر الروح و تدبيره ) " (2تي 2 : 5)
+ أمور كثيرة تضعف من استحقاق الإنسان للإكليل والتى من بينها : السلوك باستهانة واستباحة ولا مبالاة فى الحياة ، عدم التفكير فى الأبدية ومجد القديسين ، تفضيل الحياة حسب الجسد وفكر الشيطان ، عدم احتمال الصبر والانتظار ، أى كراهية الصليب ، مقاومة مشيئة الله وإعطاء الإنسان الأولوية فى الحياة لمشيته وأفكاره وتدابيره الشخصية ....
صديقي ، إن نصيحة المسيح " تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك " هى نصيحة لك شخصيا ، لكى ترفض كل باطل وتفكر في كل ما هو مقدس و أفضل وصالح ، لك القرار والمصير . | |
|