Admin
بنت يسوع
شفيعى : مزاجي : احترامك للقوانين : عدد المساهمات : 1825 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 نقاط : 4949
| موضوع: القديسة تاربو الخميس ديسمبر 02 2010, 21:17 | |
| القديسة تاربو من قصص الشيهدات الواردة في المصادر السريانية، قصة (الشهيدة طربو)، وهي شقيقة اسقف كنيسة المدائن الشهيد(شمعون برصباعي) وترجمته(سميع بن الصباغ) وهو من جنوب العراق، وكان يعتبر المرجع الاعلى لجميع مسيحي النهرين والامبراطورية الايرانية، والذي تم اعدامه من قبل الملك (شاهبور) اثناء حملة الاضطهاد في القرن الرابع م : كان للشهيد ألمطران (شمعون) أختان إحداهما كانت متزوجة بينما ألأخرى ( طربو ) كانت قد نذرت نفسها للبتولية(العذرية) وأصبحت تلقب بـ( باعث قيومو ـ انبعاث القيامة ) وهذه ألكلمة المتعارف على ترجمتها أنها بمعنى (مكرمة) وقد حذت حذوها خادمتها. قبض على ألنساء ألثلاث بتهمة أنهن سحرن الملكة ألتي كانت مريضة وذلك إنتقاماً لموت أخيهن. وغالباً يعكس مصيرهن الغريب وألبشع العقاب الذي كانت تناله الساحرات بحسب أعراف القانون المجوسي، ومن الجدير بالذكر أن تهمة الشعوذة ترد على الدوام في نصوص ألسير الحياتية الصادرة في هذه الفترة. في هذه ألفترة حدث أن مرضت الملكة لأنها كانت تؤيد أعداء ألصليب ــ أليهود ــ فقد الصقوا كعادتهم اتهاماً زائفاً: ((إن أخوات شمعون قد سحرنها بسبب قتل أخيهن )). وما أن وصل هذا ألخبر إلى أذني الملكة حتى قبض على (تاربو) إحدى ( ألمكرسات ـ الراهبات ) مع أختها المتزوجة ألتي كانت تعيش حياة إماتة ألنفس ( وخاصة من الناحية الجنسية ) وخادمتها التي كانت أيضاً من المكرسات وقد تتلمذت على يد (طاربو) في تلقي تعاليم السيد المسيح الرائعة، حتى أحضرت السيدات إلى مكان إقامة ألملكة للأستجواب. وأستدعي رئيس الكهنة المجوس ( ألموباد ) وضابطان ليحكموا في قضيتهن. وعندما قدمت ألسيدات وقبلن أمام حضراتهم، رأى هؤلاء ألرجال المظهر ألجميل لـ(طاربو) التقية الشجاعة وجمالها الذي فاق جمال كل ألنساء ألأخريات. فتبادر إلى أذهان ثلاثتهم الفحش ومايتعلق به من رغبات مقززة، ومع إن أحداً منهم لم يبدي أي شيء للآخرين لكنهم بدأوا يتحدثون بقسوة إلى ألسيدات قائلين : أنتن جديرات بالموت لأنكن تسببتن بسحر ألملكة، سيدة المشرق كلهُ. أجابت تاربو التقية(اما التهم المزيفة التي تتهموننا بها فهي بعيدة جداً عن نهج حياتنا؟ ما الخطأ الذي إرتكبناه حتى تتهمونا زوراً وبهتاناً بتهم غريبة تماماً عن الحقيقة التي نعيش من اجلها؟ هل انتم متعطشون لدمنا؟ إن كان ذلك، فما الذي يمنعكم من شربه؟ أتهدفون الى موتنا؟ إن أيديكم ملوثة مسبقاً بقتلنا نحن المسيحيين كل يوم: قد نقتل ولكن لن ننكر ديننا. مكتوب لنا ان نخدم الله وحده وألانفكر بوجود إله يشبهه لا في السماء ولا على الأرض. وفوق هذا مكتوب لنا: وإذا كان في رجل أو إمرأة جان او تابعة فإنه يقتل. بالحجارة يرجمونه. دمه عليه إذاً كيف نستطيع ان نقوم بالشعوذة؟ الشعوذة كإنكار الله تماماً ففي كلتا الحالتين الحكم هو الموت)). جلس القضاة الأشرار يستمعون إليها بصمت مستمتعين بالمناسبة-أي بطريقتهم الساخرة الخاصة،كما كانوا مصعوقين بجمالها المدهش وحكمتها غير العادية. وكل واحد منهم منى نفسه سراً باملٍ كاذب اوحته افكاره الشريرة عنها: سأنقذها من الموت لتكون زوجتي. ثم تحدث الموباد إلى السيدات فقال: ((لقد تماديتن كثيراً في غضبكن لقتل أخيكن وخالفتن حتى مبادئكن الخاصة ومارستن السحر على الملكة وذلك ممنوع كما صرحتن أنتن)). أردفت تاربو البهية: (( ما الامر السيء أو الكريه الذي أصاب اخي شمعون كي نجازف في تضييع خلاصنا لدى يد الله؟ ومع إنكم قتلتموه بدافع الكراهية والحسد إلا إنه حي في الملكوت في الأعالي، الملكوت الذي سيجعل مملكتكم هنا تزول عن الأرض والذي سينهي نفوذكم ويجعل سيادتكم لانفع فيها ولادوام لها)). بعد ذلك أرسلوا السيدات الثلاث الى السجن ليحتجزن هناك. وفي اليوم التالي أرسل الموبد رسالة إلى تاربو قال فيها( سأتشفع عند الملك وأنقذ ثلاثتكن من الموت--شرط أن تصبحي زوجتي )). فلما قرأتها إرتعشت السيدة البهية جداً وكتبت له( أغلق فمك أيها الرجل الشرير، عدو الله، ولاتقل كلاماً مقرفاً كهذا. فكلماتك القذرة لاتؤثر في أذني النقيتين. وعرضك الشنيع ليس له أي تأثير في عقلي الطاهر النقي، لأني خطيبة السيد المسيح. بأسمه أحتفظ ببتولتي وعلى رجائي به أعلق إيماني القويم)). أعهد إليه حياتي لأنه قادر أن يخلصني من يديك النجستين ومن نياتك ومقاصدك الشريرة تجاهي. لست خائفة من الموت أو من فكرة قتلي وأنا أرى إنك ترسم لي الطريق الذي به سأرحل لأرى حبيبي وأخي العزيز المطران شمعون. وهكذا سأجد العزاء لجميع آلامي ومعاناتي وأنا أتبع خطاه. وأرسل الضابطان أيضاً رسائل اليها في المضمون ذاته، كل منهما أخفى مقصده عن الآخر. وبسخط وغضب شديدين رفضتهما رفضاً قاسياً.
وأتفق الثلاثة فيما بينهم على خدعة تثمر ثمراً مراً. فأتوا بشاهد زور وقدموا قرارهم الخبيث للملك قائلين: (( إنهن فعلاً مشعوذاتٍ ساحرات)). فأرسل الملك كلمة بما معناه( لو عبدن الشمس فلا ضرورة لقتلهن من منطلق أنهن حقاً لايعلمن كيف يمارسن الشعوذة)). وعندما سمعت السيدات بذلك صرخن( لن نبدل بإلهنا معبوداً خلقه، ولن نعبد الشمس التي خلقها خالقنا، ولن نتخلى عن مخلصنا يسوع المسيح، بسبب تهديداتكم)). وفي ألحال بدأ المجوس يصرخون : (( يجب إبادة تلك ألنسوة من على وجه ألأرض وتحت ألسماء. فقد سحرن ألملكة فأصابها ألمرض)). ثم سمح للمجوس بأستخدام أي أسلوب يؤثرونه في قتلهن. ذهبوا هنا إلى أن أجسامهن يجب أن تقطع إلى قسمين وعلى ألملكة أن تمر بين ألنصفين ومن ثم ستشفى. ومرة أخرى بينما أقتيدت السيدات لتنفيذ حكم ألأعدام بهن، أرسل ألموباد رسالة إلى تاربو ألبهية لعله يؤثر فيها فإذا إستجابت هي أورفيقاتها فلن يقتلن. ولكن ألمرأة الطاهرة صرخت بأعلى صوتها تشتمه : (( أيها ألرجل الشرير المنحرف : لم تتكلم بحماسة بالغة عن أمرٍ غير مناسب ولامسموح به ؟ سأموت ميتة بطولية وبها سأنال ألحياة الحقيقية. لن أعيش مذلولة ثم أموت )). اقتادوا ألسيدات النقيات إلى خارج ألمدينة ودقوا وتدين لكل واحدة وطرحوا كل أمرأة بين ألوتدين بعد ربطها بيديها وقدميها كالحملان ألتي ستنحر، ومن ثم نشروا أجسادهن إلى نصفين، فقطعوا ألسيدات إلى ستة أجزاء ووضعوهن في ست سلال علقوها على ست قطع من ألأوتاد ألمتشعبة التي غرسوها في ألأرض : ثلاثة على كل جانب من ألطريق على شكل أنصاف صلبان، كل منها يحمل نصف جسم. وعلقت عليها ثمار تعمي كل من يقتلعها وحملت هذه ثماراً مراً لقاطفيها.
كان مشهداً موجعاً تحدث عن نفسه، مشهداً تحف به ألآلام ومنظراً محزناً يحمل أنات ونواحاً. فمن جمدت عينيه عن ألبكاء فليأت إلى هنا ويستحم بالدموع، ومن جفت دموعه فليأت إلى هنا وليغتسل بها، لأنه يتذكر ألأنات ألتي صدرت عن ألأجسام ألطاهرة لتلك ألسيدات ألتقيات. في حياتهن كن يرتدين ثيابهن محتشمات في بيوتهن، ولكن في موتهن كن عاريات على قارعة ألطريق، تلكم هن السيدات اللواتي لم يخن حريتهن في سبيل حياة ألخزي وألعار بل سلم كيانهن ألطاهر للخزي وألأساءة. ألا ما أهدأ ألعدالة وأشد تدميرها ! وهي ألتي لاتتساهل أو تتسامح في فرض ألعقوبة. وماأجرأ ألأعتزاز بالنفس وأشد إقدامه ! فهو إن تحطم فلن يعود إلى ماكان، وما أجرأ عليه ! هؤلاء ألرجال كانوا بلارحمة، مجردن عن ألشفقة والعطف، كأنهم الذئاب المفترسة التي تمزق ألجسد ألحي، فهؤلاء الذين قطعوا أجساد تلك النسوة إلى نصفين علقوهن هم متوحشون آكوا البشر احياء كما هو مكتوب : (( إبتلعونا أحياء )). من إستمتع بهذا المنظر الكئيب ؟ من وجد السعادة في هذا ألمنظر المريع ؟ من يستطيع أن ينعم النظر بعينين جافتين ؟ من لديه العـزم القوي ليلتفت وينظر إليهن ؟ لو وجد أي إنسان كهذا فطبيعته ليست من طبيعتنا ولا يمكن ان ينتمي إلى جنس آدم. وقد نقلوا الملكة إلى ذلك ألطريق وجعلوها تمر من بين ألأشلاء، وخرجت ألحاشية بكاملها خلفها لأنه كان موعد إنتقال ألملك إلى مقره الصيفي. تلك ألسيدات ألبهيات نلن شرف ألشهادة في ألخامس من شهر آيار.(مايو) | |
|