خطورة هذه البدع الحديثة، إنها تصدر من أشخاص داخل الكنيسة، أو كانوا كذلك .وأيضًا من خطورتها أنهم يعبرون بها عن الإيمان الأرثوذكسى
وأصعب من هذا كله أنهم ينسبون أخطاءهم إلى القديسين . إما بعدم فهم منهم لما يقوله
القديسون، أو بسبب سوء ترجمتهم لأقوالهم، أو بلون من الإدعاء على القديسين.
والخطورة أيضًا أنهم ينشرون أفكارهم ...
وبعض من هؤلاء ، فيما يوضح أفكاره ، يهاجم الوحى الإلهى!! بعضهم عاش فى بلاد الغرب ، وتأثر بالإنحرافات الفكرية التى فيه. والبعض الآخر ، لم يذهب إلى البلاد الغربية ، ولكنه قرأ الكتب التى أصدرها كتاب غربيون، وتأثر بها، واعتنقها، وأراد نشر ما يعتنق!
والبعض يحب الرأى الجديد، الغريب، الشاذ. ويرى فى نشره مجدًا ذاتيًا له. إذ أصبح يعرف ما لا يعرفه غيره!
أو صار يقدم لقرائه مفهومًا جديدًا فيه لون من الإبتكار، وربما لا يكون ابتكارًا إنما
مجرد نقل لأفكار معروفة خارج بلادنا، ولا تجد من يرد عليها هناك.
لذلك كله أرى من الواجب أن نكشف هذه الأفكار الغريبة ، ونرد عليها . حتى لا
يصبح ناشروها حكماء فى أعين أنفسهم أم ٢٦ - ٥ ٦ولما كان هؤلاء - بأخطائهم - يخشون العقوبة ، لذلك بدأوا يهاجمون مبدأ العقوبة
بوجه عام، حتى لو صدرت من الله نفسه!!
وأصبحت عبارة (العدل الإلهى) ثقيلة على آذانهم . حتى أنهم لا يقبلون فى عمل
الفداء، أن السيد المسيح رفع العقوبة عنا بصلبه، ليستوفى العدل الإلهى حقه!!
ولهذا أود أن أبدأ بهذه النقطة بالذات، لأنها سوف تتطور بنا إلى اكتشاف أخطاء كثيرة
لهذه المجموعة من الكّتاب .
البابا شنوده الثالث