دم المسيحيين
اليوم السابع | ١٣ ديسمبر ٢٠١٠
بقلم: سعيد شعيب
طبعاً أنا مع ما قاله البابا شنودة فى عظة الأسبوع الماضى، فدماء الذين قتلوا فى أحدات العمرانية "ليست رخيصة"، وأضيف عليه أن دماء كل المصريين ليست رخيصة، وليس المسيحيون وحدهم، ومع أيضاً رفعه لدعاوى قضائية دفاعاً عن حقوق من تم قتلهم.
لكن المشكلة أنه قال تعبيراً غريباً وهو: "هل من مات من عندنا"، وكلمة "من عندنا"، لابد أن نضع تحتها ألف خط، ليس من باب التربص بما يقوله البابا، ولكن من باب أنه لا يجب أن يوجد فى بلدنا "عندنا وعندهم"، فالأصل هو أن كل المصريين يجب أن يكونوا سواء أمام القانون.
كما أن هذا التعبير، وهذه التصريحات تنقلنا إلى ملمح فى غاية الخطورة، وهو أن البابا كان وما زال يريد التحدث باسم المسيحيين، ليس على المستوى الدينى، ولكن فى باقى مجالات الحياة. والحقيقة أن هذا ليس من حقه، ولا من حق أى رجل دين، فالكنيسة ليست دولة داخل الدولة، والبابا، مع كامل الاحترام له ليس رئيسها، والكهنة ليسوا وزراءها.
ومن حق المسيحيين الاحتجاج السلمى لإجبار السلطة الحاكمة على إقرار القانون الموحد لدور العبادة، ولكن ذلك لا يكون عبر الكنيسة وقادتها، ولكن عبر منظمات المجتمع المدنى والأحزاب، أو أى شكل مدنى يختاروه، ومن المؤكد أنهم سيجدون معهم الكثير من المسلمين، وأنا منهم.
لكن هذا الظلم الذى يتعرض له المسيحيون لا يعنى على الإطلاق الموافقة على التعبير عن هذا الغضب بالعنف، وإذا حدث لابد أن يعاقب من فعل ذلك، أياً كانت ديانته، فلا يجب أن تكون هناك وساطات من جانب الكنيسة أو غيرها، لتعطيل القانون، بل علينا جميعاً التمسك به، وإلا سيكون البديل هو الفوضى والخراب.